المهندس رائد العبيدي
النفط الصخري Shale Oil
هو نوع من النفط الخفيف المحبوس بين طبقات الصخور يتم إستخراجه بتقنيتين: الأولى تفتيت الصخور والثانية هي الحفر الأفقي وقد كان معروفاً لدى العلماء والجيولوجيين قبل أكتشاف النفط الطبيعي. ويعرفه الجيولوجيين على انه عبارة عن صخور رسوبية تتكون اساسا من المواد العضوية (الحيوانات والاحياء البحرية والنهرية) التي تجعلها مماثلة للنفط. وعادة ما تكون بنيته رقيقة.
ويكمن الفرق بينه وبين النفط التقليدي أن الظروف التي أدت لخلق البترول السائل في مناطق أخرى من العالم، لم تكن تتوافر في هذه المنطقة مما أدى إلى تشكّل النفط الصخري (غير السائل)، الذي يمكن اعتباره مماثلاً للنفط الخام السائل في جميع مراحل تكونه، ماعدا الجزء الأخير الذي يحوله إلى سائل، لذلك فإن الأمر متروك لعلماء الطاقة حتى يقوموا بإنهاء العملية.
تتطلب عملية أستخراجه أستخدام كميات كبيرة جداً من الماء مما ينعكس على البيئة والمياه الجوفية والزراعية ، حيث إن إنتاج برميل واحد من النفط الصخري السائل
يتطلب استخدام برميلين من المياه، وبدون تطوير تكنولوجيا لمعالجة المياه، فإن المياه الناتجة عن تكرير النفط الصخري سوف تزيد من ملوحة مياه المحيطات؛ مما
سيؤدي إلى تسمم المناطق المحلية المحيطة بها، كما أن هناك مشكلة أخرى تتمثل بالصخور، حيث إن كل برميل من النفط المنتج من النفط الصخري ينتج عنه حوالي 1.5 طن من الصخور،كما أن بعض الجيولوجيين يرى ارتباطاً بينه وبين أزدياد الزلازل في بعض الولايات الأمريكية .
أن المشكلة الأساسية تكمن في ضعف الجدوى الأقتصادية منه حيث أن أستخراجه يتطلب أستثمارات ضخمة وتقدّر كلفة استخراجه ب (65 – 80) دولاراً للبرميل الواحد مقابل 6 دولارات للنفط التقليدي ويمكن لهذا النوع من النفط أن يكون منافساً للنفط التقليدي إذا أصبح مجدياً اقتصادياً حيث أن ارتفاع أسعار النفط يساعد في أنتاج
النفط الصخري ، وتقدر أحتياطيات النفط الصخري بنحو 287 مليار برميل يمكن أستخراجها بجدوى أقتصادية،
تأتي روسيا بالمرتبة الأولى بأحتياط قدره 75 مليار برميل ، تليها الولايات المتحدة ب 58 مليار برميل ، ثم الصين ب32 مليار برميل ومن الدول العربية ليبيا ب10 مليار برميل ، في حين تشير تقديرات غير رسمية أن لدى السعودية أحتياطاً يقدر بنحو 20 مليار برميل.
عرضت شركة رويال داتش شيل (Royal Dutch Shell Oil Company) حلاً لبعض المشاكل التي يمكن أن تنتج عن تكرير النفط الصخري، وتدعو الشركة هذا الحل بعملية التحويل في الموقع (ICP)، حيث تقوم هذه الخطة على إبقاء الصخر مكانه، فبدلاً من استخراج الصخور من الموقع ومعالجتها، يتم حفر ثقوب في الصخور التي تحتوي على احتياطي النفط، ويتم إنزال سخانات حرارية في الأرض، وبعد سنتين أو أكثر، ستبدأ حرارة الصخر الذي يحتوي على النفط بالارتفاع ببطء، ويبدأ الكيروجين بالتسرب خارجًا، وبعد هذا يتم جمع النفط الناتج في الموقع وضخه إلى السطح، وبذلك يمكن الاستغناء عن عملية استخراج الصخور من الأرض، والتقليل من التكاليف التي يمكن أن يتم صرفها، كما ويضم تصميم شل أيضًا جدار تجميد، وهو في الأساس عبارة عن حاجز يتم وضعه حول موقع النفط الصخري حيث يتم ضخ السوائل المبردة في باطن الأرض، ويعمل هذا الجدار على تجميد أية مياه جوفية يمكن أن تدخل إلى الموقع .