المقدمة:–
ان ما يشهده العالم الان من افراط من انتاج واستخدام المركبات والمواد الكيمياوية قد تسبب في ظهور الكثير من المشاكل الصحيه والبيئية التي تستوجب العمل الجاد والدؤوب في اعتماد عدد من الآليات والوسائل التي تقلل من هذه المخاطر .
تتوزع استخدامات المواد والمركبات الكيمياوية الطبية والمصنعة على عدد كبير من الانشطة البشرية بشكل خاص (الصناعات الغذائية) من خلال اتخدام المواد الحافظة والنكهات بانواعها , وكذلك الصناعة الدوائية لمعالجة الكثير من الاضطرابات العضوية والنفسية ومعالجة مشاكل البدانة.
لا تخلو المواد الكيمياوية من تأثيرات محتملة .. خاصة عند انتشارها بمستويات عالية سواء في البيئة او داخل الانسان .. علما ان هذه المواد الكيمياوية تمتاز بقدرتها على التراكم واستقرارها في الوسط الذي توجد فيه , مما يجعل من عملية التخلص منها صعبة ومعقدة.
تتباين المواد الكيمياوية في تأثيراتها البيئية والصحية على مجموعة من العوامل مثل: نوع المادة الكيمياوية , سلوكها البيئي , قدرتها التفاعلية , مستويات التعرض والتراكم , نوع ومسار التعرض .. فضلا عن الحالة الصحية وعمر وجنس المتعرض.
التقديرات الحالية تشير الى انتاج اكثر من 90 الف مادة كيمياوية يجري استخدامها بشكل عام في العالم فضلا عن اكثر من 4,000 مركب كيمياوي تحتوي في تركيبها غلى نسبة لا تقل عن 90% من وزنها مواد كيمياوية منتجة صناعيا .
تشير الدراسات الى ان الصناعة تضيف سنويا ما تقديره من 400 – 1000 مادة كيمياوية مصنفة والتي تستوجب اهمية دراسة وتقييم تأثيراتها البيئية فضلا عن اهمية التوقع بمثل هذه التاثيرات بفعل الانتاج والاستخدام ..
من جهة اخرى , تتضمن ظاهرة التلوث البيئي انواع معينة من الملوثات كالفيزياوية والبايلوجية والكيمياوية ولكن اقترنت هذه الظاهرة بالتلوث بفعل انبعاث كمم هائق من المواد والمركبات الكيمياوية التي لا تخلو من تاثيرات محتملة على الصمة العامة , عليه فان اهم مظاهر التلوث البيئي هو التلوث الكيمياوي.
ان تحرر وانبعاث المواد الكيمياوية المختلفة من المصادر البشرية المختلفة الصناعية , الزراعية , الصمية , البلدية وغيرها … , يعمل على استهداف مكونات المنظومة البيئية الحياتية وهي : الماء , الهواء , التربة , والكائنات الحية بانواعها بما فيها الانسان .
ان استخدام المفرط للمواد الكيمياوية قد تسبب الكثير من المشاكل البيئية والصحية التي اصبحت تشكل تهديدا يفرض اشتراطات علمية لوضع اليات وتشريعات تحدد بشكل واضح التعامل مع هذه المواد الكيمياوية .
التاثيرات الصحية نتيجة التعرض لمستويات مزمنة
ان التاثيرات الصحية المزمنة للعمال عادة تحدث بسبب اعادة التعرض للمواد الكيمياوية الصناعية لفترات طويلة وحتى وان كانت تراكز هذه المواد واطئه في الحقيقة جوانب مضيئة في المؤثر الامريكي الحكومي للانشطة الصناعية.
ان المواد الكيمياوية الصناعية تمتلك بعض مظاهر سميه معينة او اساسية مع مظاهر اخرى , من هذه المظاهر ( التاثيرات ) المحددة او الرئيسية تسمم الجهز العصبي , تاثر الجهاز التكاثري والتسمم المناعي , كما سيأتي لاحقا بفعل التعرض لعدد من المواد الكيمياوية المصنعة..
التسمية المزمنة Chronic Toxicity
وهي التاثيرات الصحية المزمنة التي يتعرض لها العمال في مواقع العمل بشكل متكرر حتى عند مستويات واطئة . لمفهوم فترات لا يوجد تعريف محدد وواضح .
عائط التاثيرات الصحية لتسمم الحاد لفترات تعرض من 5-15 دقيقة ولكن لمستويات عالية . اما التسمم شبه المزمن هو نوعا ما اضطراب صحي معين بفعل المستويات المعتدلة للتعرض لفترة لا تقل عن 2-6 شهر في حين التسمم المزمن هو اضطراب صحي بسبب مستوى واطئ من التعرض لفترة اكثر من 3-6 شهر والتي تشتمل في بعض الاحيان على تاثيرات التسمم الحاد وشبه المزمن .
الادرام الجنينية تحدث بعد فترات طويلة تعرض طويلة ( عدة سنوات ) تاثيرات على التكاثر وقصر ومتوسط العمر وغيرها بشكل عام . التسمم المزمن قد يتسبب في اضطرابات صحية اقل تحديدا من التسمم شبه المزمن.
تراكز المواد الكيمياوية في محيط بين العمل غالبا ما تنقلب ضمن مدى واسع خلال ساعات العمل يوم يوم وسنة سنة , العمال الذين يعملون لفترة 6-8 ساعة يوميا ولمدة 5-6 يوم اسبوعيا لاكثر من 40-45 سنة ( منذ التعيين وحتى التقاعد ) .
عليه فان الاضطرابات الصحية بفعل التعرض المهني من 3-6 شهر الى 40-45 سنة اعتبارها تسمم مزمن , على اي حال , التقديرات الدقيقة لفترات تعرض طويلة قد تكون الاعضاء المستهدفة للمواد الكيمياوية ( نوعية التسمم )
ان المواد الكيمياوية الصناعية تمتلك واحد او اكثر من تأثيرات صحية معينة او عامة على التوالي “تأثير واحد معين او تأثيرات عامة متعددة ” بعض الاعضاء تكون بشكل خاص حساسة لبعض المواد الكيمياوية .. على سبيل المثال الكربون رباعي الكلوريد فأنه يستهدف الكبد , البنزين يستهدف مكونات الدم , الهكسان يستهدف الجهاز العصبي المحيطي , البرمو بروبان الثنائي يسنهدف اعضاء التكاثر , التولين يسبب الربو , البنزين سبب فقر الدم وهكذا ..
ان التسمية الخاصة ” المعينة ” والعامة تعتبر مهمة لأستخلاص اشارات مبكرة عن الاضطرابات الصحية ونؤسس قيم حد العتبة للمواد الكيمياوية لمنع حالات التسمم (الاصابات) المهنية كونها اكثر المتغيرات تحسسأ لسمية المواد الكيمياوية . على اية حال يفترض ملاحظة ان المواد الكيمياوية الصناعية لها تأثيرات سمية اخرى بعيد عن التسمم العام . ان اهمية القسم الخاص والعام مثل تسمم الجهاز العصبي , تسمم الجهاز التكاثري الشرطي , والتسمم المناعي تكمن في توصيف هذه الحالات فضلا عن تحديد المواد الكيمياوية الصناعية مصنفة الى مسممات خاصة واخرى عامة.
مفاهيم ومصطلحات
المادة الكيميائية :- كل عنصر او مركب يحمل خواص معينة , وينتشر في البيئات المختلفة طبيعيا , ويمكن تحضيره طبيعيا
التلوث :- اي تغيير في طبيعة او نسب مكونات موارد الحياة بشكل يجعلها غير جاهزة للأستخدام البشري فضلا على كونها تحمل تأثيرات صحية وبيئية مختلفة.
الملوثات الكيمياوية :- وتعتبر اخطر الملوثات البيئية لتسببها في احداث تأثيرات مؤثرة على الصحة العامة والبيئية تتباين من اضطرابت نفسية الى امراض مميتة وتشوهات خلقية ويمكن ان تكون على نوعين :
1- الملوثات الابتدائية : وهي اقل خطر كونها معلومة البناء الكيمياوي مما يسهل تشخيص سلوكها البيئي ومن ثم السيطرة عليها والحد من تأثيراتها
2- الملوثات الثانوية : وهي مجموعة الملوثات التي تتميز بشدة خطورتها كونها تتكون في الغلاف البيئي من نواتج كيمياوية عرضية .. مما يعني عدم وضوح بنائها الكيمياوي وبالتالي تتنفذ عمليات السيطرة وتجميم تأثيراتها
التعرض :- ويعني احتمال وصول وانتقال الملوثات البيئية الى المجتمع البشري من خلال مسارات مختلفة وبمستويات متباينة .. ويصنف التعرض طبقا لعدد من المتغيرات كما يلي :
1-نوع التعرض : يشمل
*التعرض المهني : العاملين في ساحات العمل الصناعي والانتاجي
*التعرض البيئي : المتواجدين في بيئات ملوثة
*التعرض الطبي : الذين تحت الاشراف والمعالجة الطبية
*التعرض الغذائي : بفعل تناول الغذاء الملوث بأنواعه الطازج والمنتج صناعيا
*المنزلي : يشمل على طيف مختلف من التعرض الي يحدث منزليا:
التعرض لمنتجات التجميل – التعرض للمنظفات المنزلية – التعرض للمبيدات المنزلية – التعرض لملوثات كيمياوية لاستخدامات متنوعة
2- طبيعة التعرض ويضم:
*التعرض المزمن ( المتواصل ) كما في حالات التعرض المهني , الطبي , الغذائي والمنزلي
*التعرض الحاد ( المؤقت ) كما في حالات التعرض البيئي ع
3- مسارات التعرض وتشمل :
*القناة التنفسية عن طريق استنشاق المولثات الكيمياوية
*القناة الهضمية عن طريق تناول الغذاء والسوائل الملوثة كيمياويا
*الجلدي عن التلامس والاحتكاك بالملوثات الكيمياوية
*الحقن الوريدي وهذا النوع بشكل عام يقع ضمن التعرض الطبي اثناء العلاج باستخدام الحقن الطبي كما انه قد يشمل حالات التعرض المهني التي ينتج عنها تمزق في الجلد مما يسهل عملية انتقال الملوثات الكيمياوية الى الدم
أقرأ أيضاً السلامة في المنشآت النفطية
استخدامات المواد الكيمياوية
دخلت المواد الكيمياوية ضياه المجتمع البشري بشكل مفرط حتى اصبحت من ضروريات الحياة اليومية حيث تستخدم هذه المواد في
1- صناعات مختلفة :
*غذائية 1. نكهات 2. مواد حافظة 3. بدائل غذاء طبيعي كما في حالات مشتقات الالبان كالجبن والحليب فضلا عن انواع اخرى كالخل الصناعي وغيرها 4. مستلزمات متنوعة كالملابس والاحتياجات الاخرى 5-الصناعة الدوائية: انتاج كم هائل ومتزايد من الادوية والعقاقير لاستخدامات متنوعة
2- التطبيقات الزراعية
*الاسمدة *المبيدات *المنشطات ومثبطات النمو
3- الصناعة النفطية
*انتاج الوقود *الزيوت والشحوم
4- الصناعة العسكرية والحربية
5- الاحتياجات المنزلية
*مواد التجميل *مواد التنظيف *المبيدات *اخرى كمواد البناء وغيرها
أقرأ أيضاً غاز كبريتيد الهيدروجين ومخاطره
أليات التعامل مع المواد الكيمياوية
– أساليب السيطرة واجراءات الامان :
*مهام العمال الاساسية
1-يتوجب على العامل اتخاذ جميع الخطوات الضرورية التي من شأنها ان تمنع او تقلل من المخاطر الناجمة عند استخدام المواد الكيمياوية في موقع العمل.
2-على العمال اتخاذ الحيطة والعناية لصحتهم وسلامتهم وكذلك للاخرين الذين قد يتأثرون من انشطتهم او الاهمال اثناء العمل كلما امكن وذلك اعتمادا على مهارات التدريب والتأهيل.
3 – على العمال اتباع الاستخدام المناسب والافضل لجميع وسائل الحماية لانفسهم ولغيرهم.
4- على العمال مهمة الاخبار الفوري للجهات المسؤولة عن اي حالة التي يمكن او ليعتقد تسببها في خطر
حقوق العمال
* الاطلاع ومعرفة المعلومة
1- ضرورة معرفة وتشخيص المواد الكيمياوية المستخدمة اثناء العمل لمعرفة السمات السمية لمثل هذه المواد الكيمياوية والاجراءات الاحترازية اللازمة.
2-ضرورة ان تحمل جميع حاويات المواد الكيماوية علامات عن هذه المواد.
3-ان يمتلك العامل وثيقة معلومات السلامة الكيمياوية.
4-الاطلاع على اي معلومات اضافية والاحتفاظ بها وفق تصنيف رمزي وسنوي سهل الاستيعاب.
حق التحصين المعلوماتي
1-التعريف بالمعلومة الخاصة بتصنيف وتقليم المواد الكيمياوية وخطوات السلامة الكيمياوية بأعتماد اساليب لغوية سهلة الادراك والفهم.
2-المعلومات حول المخاطر التي قد تظهر جراء استخدام المواد السامة اثناء العمل.
3-التثقيف التحريري والشفوي الذي يتناول استمارة بيانات السلامة الكيمياوية الملائمة لحقل العمل.
4-التدريب على الطرق الممكنة التي تمنع وتساعد في الشيطرة على الوقاية من هذه المخاطر بما في ذلك اليات الخزن السلمية ونقلها وتطريف مخلفاتها فضلا عن اجراءات الاسعافات الاولية.
*حق الحصول على الاجراءات الاحتزازية الكافية بالتعاون مع اصحاب العمل التي ضتمن الوقاية من مخاطر استخدام المواد الكيمياوية في مواقع العمل.
*حق الاستفسار والمشاركة في لجان التحقيق التي يجريها صاحب العمل او الهيئات حول المخا
الملكية الناجحة من استخدام المواد الكيمياوية على وجه الخصوص او تحديدا تقدير المخاطر والتحقيقات في حوادث حالات التسمم.
* حق الاطلاع على التعريف الخاص بمكونات المركبات الكيمياوية تخضع للمسائل القانونية لكونه يتسبب في الضرر بين المتنافسين ويكون هذا الحق يقتصر على تحديد اجراءات الحماية حصرا
*حق الانتقال من مصادر الخطر وممارسة الحقوق الاخرى مكفول ضد الاجراءات المزاجية (غير ضرورية)
*حقوق اخرى
1-اثارة الاهتمام حول معاناتهم ومشاكلهم بظهور مخاطر التسمم اجراء استخدام المواد الكيمايوية في مواقع العمل
2-الحالة الصحية المرتبطة بالتحسس الكيمياوي تستوجب تغيير موقع العمل الى موقع اخر لا يحمل ذات التهديد مما يستوجب تاهيل وتدريب مسبق لمثل هذه الحالات
3-حرية طلب الانتقال او تغيير موقع العمل المبنية على تبريرات مقبولة لتجنب المخاطر الجدية
4-من طلب التعويض في حالة فقد العمل بسبب الحالة الصحية المبينة في اعلاه
5-حق تلقي الخدمة الصحية المتناقلة والتعويض عن حالات الاهابة والامراض الناجحة عند استخدام المواد الكيمياوية في العمل
6-الامتناع عند استخدام المواد الكيمياوية ذات الطبيعة السامة خاصة في حالة انعدام المعرفة المتعلقة بالمادة
7-حق المراة اثناء الحمل والرضاعة في تغيير موقع العمل الى اخر لاتضمن الاستخدام او التعرض للمواد الكيمياوية السامة المحتمل تاثيرها على صحة الجنين والرضيع وحق الرجوع الى موقع العمل عند الطلب
*معيار التصنيف
ان معيار التصنيف للمواد الكيمياوية يتوجب ان يستمد على مخاطرها الصحية
وتشمل على :
1-الخواص السمية المتضمنة للتاثيرات الصحية الزمنة والمادة في جميع اعضاء الجسم
2-الخواص الكيمياوية والفيزياوية مثل قابلية الاحتراق والانفجار
3-سمات المنهج والتاكل
4-تاثيرات التحسس والحساسية
5-تاثيرات مسرطنة
6-تاثيرات في الطفرات الوراثية والتشوهات الخلقية
7-تاثيرات في الجهاز التناسلي
*طريقة التشخيص
1-تصنيف المواد الكيمياوية ويشترط ان يستند على مصادر مختلفة مثل :
*بيانات الاختبارات
*المعلومات المقدمة من الجهة المزودة (مصنفة او مستنوردة) تتضمن نتائج بحوث او دراسات منفذة
*المعلومة المتوفرة من خلال المؤسسات العالمية مثل الية نقل المواد الكيمياوية الخطرة والتي ناخذ بنظر الاعتبار تصنيف المواد الكيمياوية في حالة نقلها فضلا عن اليات التعامل مع مخلفاتها
*كتب المصادر والمراجع العلمية
*الخبرة العملية
*في حالة التخاليط عند اختبارها او معرفة مكوناتها الخطرة
*المعلومات المتوفرة من خلال اجراءات تقييم المخاطر التي تقوم منظمة الصحة العالمية ,برامج الامم المتحدة البيئي , البرنامج العالمي جول السلامة الكيمياوية وغيرها .