<p style=”direction: rtl;”>الاحتیاطي النفطي :
یعد الاحتیاطى النفطى فى شركات البحث والتنقیب المورد الرئیس لتكوین واستمرار ھذه الشركات ، حیث یرتبط الاحتیاطى بالنتائج الایجابیة لعملیات حفر الآبار الاستكشافیة العمیقة تحت باطن الارض ویكون ھذا الاحتیاطى نفطا خاما او غازا طبیعیا اوغاز مصاحبا او سائلا مسترجعا من الغاز .
مفھوم الاحتیاطي النفطي
تبدو اھمیة تحدید مفھوم الاحتیاطي النفطي على مستوى الشركات النفطیة فى تحدید النواحى الاقتصادیة لھا وكذلك العمر الافتراضى للشركة . اما على مستوى الدولة فتظھر أهميته فى تحدید السیاسة الاقتصادیة التى ستنتھجھا للتصدیر او الاستھلاك ، ومن حیث المستوى العالمى تبدو الاھمیة من خلال تحدید النصیب الذى تشارك بھ الدولة المنتجة والمصدرة للنفط لاشباع احتیاجات الدولة المستھلكة حیث یمثل النفط المصدر الرئیسى للطاقة .
وبصفة عامة یبدأ تقدیر الاحتیاطي بعد انتھاء النتائج الایجابیة لعملیات الحفر ، وتحلیل التسجیلات الكھربائیة والاشعاعیة التى تؤكد وجود النفط فى الخزان النفطى . ولذلك یرتبط مفھوم الاحتیاطي النفطى بتقییم الخزان الجوفى المكتشف من خلال ثلاثة مفاھیم تستخدم فى الدراسات النفطیة وھى :-
١) حجم النفط الاصلي :-
یقصد به الحجم الاصلي للنفط الخام الموجود بالخزان الجوفى عند اكتشافه وقبل بدایة الانتاج فھو یمثل اجمالى كمیة النفط الخام او الغاز او كلیھما المتواجد بالخزان دون الاخذ فى الاعتبار امكانیة استخراجھ من عدمه ،او اقتصادى الاستغلال او غیر اقتصادي . ویعتبر تقدیر النفط الاصلى بالخزان المعیار الرئیس لتقدیر الاحتیاطى النفطى بصورة مباشر .
٢) الاحتیاطى النفطى الكلي :-
هو حجم النفط القابل للانتاج من مصادر نفطیة مخزونة بباطن الارض ، وان ھذا الاحتیاطى اقل من حجم النفط الاصلي . وتعتمد كمیة الاحتیاطى الكلى القابل للاستخراج على نوعیة الطبیعة المجودة بالخزان والتى تعمل على دفع النفط الاصلى فى اتجاه الابار المنتجة . وتزید كمیة النفط القابلة للاستخراج باستخدام الطرق الثانویة لاستخراج النفط ، وعلیھ ستبقى نسبة معینة من الحجم الاصلى للنفط بالخزان دون امكانیة استخراجھا .
٣) الاحتیاطى المتبقي :-
یقصد به حجم النفط الخام المتبقي للانتاج من تاریخ معین ، ویمثل كمیة الاحتیاطى النفطي الكلى مطروحا منه اجمالى كمیة الانتاج عند ھذا التاریخ ویرتبط ھذا الاحتیاطي بمعدلات الانتاج وما یضاف الى الاحتیاطى الكلي من اكتشافات جدیدة او نتیجة عملیات التنمیة بحفر المزید من الابار الانتاجیة او نتیجة تعدیل تقدیرات كمیة الاحتیاطي .
انواع الاحتیاطي النفطي
تعددت انواع الاحتیاطي النفطي لدى المتخصصین فى مجال ھندسة المكامن طبقا لاسس مختلفة لتصنیف الاحتیاطي ، وبھذا الصدد یمكن تحدید اربعة انواع من الاحتیاطیات النفطیة ھي الاكثر شیوعا وانتشارا وھي :
١- الاحتیاطي المؤكد : ھو كمیات النفط والغاز التي تشیر المعلومات الجیولوجیة والھندسیة الى امكانیة استخراجھا في المستقبل بصورة دقیقة تقریبا من المكامن النفطیة والغازیة ،
یتضمن الاحتياطي المؤكد الاتي :-
أ) كمیات النفط / الغاز المؤكد استخراجھا من الحقول المكتشفة من الابار المحفورة فى ضوء ما تم الحصول علیھ من بیانات ھندسیة وجیولوجیة .
ب) كمیات النفط / الغاز المؤكد استخراجھا من حقول ثبت وجود النفط الخام او الغاز فیھا باختبارات الانتاج ولم یتم الانتاج منھا .
ج) كمیات النفط / الغاز المؤكد استخراجھا من الحقول المكتشفة وتطبق فیھا وسائل الانتاج الثانوى
٢- الاحتیاطي غیر المؤكد : ویشمل الاتى :
أ) الاحتیاطي الذى یتوقع الحصول علیھ خارج منطقة الاحتیاطي المؤكد.
ب) الاحتیاطي المتوقع استخرجھ فنیا ولكن استغلالھ غیر اقتصادي .
ج) الاحتیاطي المتوقع استخراجھ فى ضوء البیانات المتوافرة عن الخزان عند تطبیق وسائل الانتاج الثانوى او المصادر غیر التقلیدیة للطاقة .
وبصفة عامة فان الاحتیاطي غیر المؤكد لا یدرج بالتقاریر الرسمیة للشركات ، وینقسم الاحتیاطي غیر المؤكد الى الآتي :
* الاحتیاطي المحتمل :- ویعرف بانھ كمیات النفط الخام و الغاز المرجح وجوده والكمیات الممكن الحصول علیھا فى المناطق المجاورة لمناطق ثبت وجود النفط فیھا ویجرى تنمیتھا او الكمیات المرجح الحصول علیھا بوسائل الاستخلاص الثانوى
* الاحتیاطي الممكن :- ویعرف بانھ الكمیات المتوقع استخراجھا من الحقول – التى تم حفر ابارھا ولكن لم یتم اختبارھا بعد – بتطبیق وسائل الانتاج بالمصادر الخارجیة غیر التقلیدیة للطاقة اى وسائل انتاج تتجاوز وسائل الاستخلاص الثانوى .
العوامل المؤثرة في تقدیر الاحتیاطي النفطي
من خلال دراسة مفھوم الاحتیاطي النفطي وانواعھ ، اتضح ان الاحتیاطي یمثل حجم النفط الخام القابل للانتاج من المخزون النفطي المكتشف بباطن الارض بدرجة عالیة من التأكد فى ظل الامكانیات والموارد المتاحة فى وقت معین طبقا لاسس علمیة ومعاییر اقتصادیة مقاسا بوحدات كمیة ، كما ان كمیة ھذا الاحتیاطى المؤكد تزداد او تنقص نتیجة تأثره ببعض العوامل التى تسلتزم إعادة تقدیره اھمھا :-
١- حجم البیانات المتاحة عن ظروف الخزان النفطى وامتداده ونوعیة الخام والضغوط ودرجات الحرارة وغیر ذلك من بیانات قوة دفع الخزان ، اذ كلما إزداد حجم ھذه البیانات تصبح تقدیرات الاحتیاطي اكثر دقة ویتطلب ذلك المزید من الوقت والتكالیف بحفر المزید من الابار الانتاجیة .
٢- حجم البیانات المتاحة عن معدلات الانتاج والخواص الجیولوجیة للطبقات التى تحتوى على النفط ومدى احتوائھا على سوائل مثل الماء والغاز ( حركة الھیدروكروبونات والمیاه بالطبقات ) حیث تكون ھذه البیانات غیر مستقرة فترة طویلة من عمر الخزان مما یؤثر فى تقدیر الاحتیاطى.
٣- اختلاف تقدیرات الاحتیاطي بالوقت الذى یتم فیھ التقدیر مثل التقدیر الاولى قبل الحفر ، ثم عند الاكتشاف ، ثم عند وضع الحقل على الانتاج واخد القیاسات اللازمة ، ثم عند حفر الابار الانتاجیة وعند تحسین معامل الاسترجاع بحقن المیاه او الغاز واخیرا التقدیر الدورى السنوى ، وكذلك عند إعادة التكملة للابار المحفورة .
٤- زیادة الاحتیاطي النفطي نتیجة الاكتشافات الجدیدة الناتجة عن الاستثمارات الاضافیة فى الحفر الاستكشافى بمناطق جدیدة .
٥- ارتباط تقدیر الاحتیاطي بطرق الانتاج المستخدمة حیث یزداد الاحتیاطي من تطبیق طرق الانتاج الطبیعى الى الطرق الثانویة للانتاج باستخدام طرق الانتاج المحسن .
٦- تأثیر تقدیرات الاحتیاطي بالتطور التكنولوجى واسالیب القیاس على دقة التقدیرات .
٧- تفاوت دقة التقدیرات للاحتیاطي نظرا لاختلاف كفاءة العاملین في مجالات الاستكشاف والانتاج. ان علم وكفاءة وخبرة الفنیین ھي من العناصر المھمة في تنمیة الاحتیاطات واكتشافھا، وان القدرة على اتخذ القرار المبني على المعرفة والخبرة ھي من أھم العوامل التي یعتمد علیھا المستثمر لتوجيه الأموال نحو المناطق ذات العائد المرتفع وذات الاحتیاطات المتوقعة الكبیرة.
٨-عنصر المخاطرة الفنیة والاقتصادیة والسیاسیة. ان الصعوبات الفنیة والاقتصادیة والسیاسیة التي تواجه الاستكشاف لأحتیاطیات جدیدة أو لتنمیة القائمة منھا تعكس تكلفة الانتاج والاستكشاف وتتسبب في ارتفاعھا، وقد یحجم المستثمر عن التنمیة او الاستكشاف اذا تجاوزت المصروفات الحد الاقتصادي الذي یجعلھا لا تنافس الاستثمارات البدیلة كافة ، وتزاید المخاطر امر لایرغب فيه اصحاب رؤوس الاموال ولكن لا بأس من الاستثمار في اماكن ذات مخاطر عالیة لو كان العائد من الاستثمار مرتفعا وسریعا
-9 اللوائح والقوانین الحكومیة المنظمة لصناعة النفط .ان أستراتیجیة الصناعة النفطیة تتطلب لوائح وقوانین محلیة ،أو ذات صیغة عالمیة لتحدید سیاسة العاملین في ھذا المجال الحیوي ، وتؤثر ھذه التشریعات سلبآ أو ایجابا على الاستثمارات في صناعة النفط . ان القیود والتشریعات التي تضعھا الحكومات تترجم اقتصادیا الى تكلفة مضافة قد تؤثر في القرار بالاستثمار في مكان ما نظرا لوجود فرص بدیلة افضل في أماكن أخرى تحقق عائدا أفضل للمستثمر الخارجي، مثال ذلك قوانین الاتحاد السوفیتي السابق والصین في ھذا المجال قد اصبحت عائقا بوجھ استثمار النفط في تلك الدول.
طرق تقدیر الاحتیاطي النفطي
یعد تقدیر الاحتیاطي النفطي احد المشاكل التى تواجه مھندسى الخزانات بصفة عامة ومصدر اھتمام المحاسبین بصفة خاصة . فتقدیر الاحتیاطي من اختصاص المھندسین ویخرج عن دائرة عمل المحاسبین حیث تستخدم معادلات ریاضیة تتضمن العدید من العوامل التى یتوقف علیھا تقدیر كمیة الاحتیاطى فى الخزان النفطى بباطن الارض اھمھا :-
١- مساحة الطبقة المحتویة على النفط ویتم حصرھا عند اختیار الابار وتسجیل النتائج على الخرائط الكنتوریة ، وتقاس ھده المساحة بالقدم المربع .
٢- السمك الصافى للطبقة الحاویة للنفط ویتم قیاسھا بعد اجراء التسجیلات الكھربائیة للابار وتفسیرھا وتقاس بالقدم . وتمثل نسبة حجم المسام المملوءة ( Prosity )
٣- درجة المسامیة للصخور الحاویة للنفط بالسوائل الى حجم الطبقة الصخریة ویتم تحدیدھا من خلال تحلیل عینات الصخور وتكون فى شكل نسبة مئویة .
٤- نسبة المیاه الموجودة مع السوائل النفطیة ویطلق علیھ معامل التشبع المائى ویمثل نسبة حجم المیاه الموجودة فى الطبقة الحاملة للسوائل الى الحجم الاجمالى للمسامات المفتوحة فى الطبقة .
٥- معامل حجم الزیت وھو عبارة عن نسبة حجم الزیت والغاز المذاب مع الزیت عند درجة حرارة الخزان الى حجم الزیت عند السطح فى الظروف الطبیعیة ، وعادة یزید او یعادل الواحد الصحیح .
٦- معامل الاسترجاع ویمثل نسبة النفط الممكن استخراجھ الى حجم النفط المتواجد بالخزان . وبالاضافة الى ذلك ھناك العدید من العوامل كدرجة الحرارة والضغط والكثافة واللزوجة ، والجاذبیة للزیت ، ودرجة النفاذیة للصخور .
من الطرق الشائعة لتقدیر الاحتیاطي النفط ھى :-
١- الطریقة الحجمیة :-
تعتمد ھذه الطریقة على الخرائط الجیولوجیة الكنتوریة التى تجرى بعد حفر عدد مناسب من الابار التي تساعد فى تحدید ابعاد الخزان الرأسیة والافقیة. حیث یتم تقدیر كمیة الاحتیاطي من النفط الخام او الغاز عن طریق تحلیل العینة الاسطوانیة للصخور الحاملة للمواد الھیدروكربونیة لتحدید الحجم الكلى و المسامیة و درجة التشبع ، ومن خلال تحلیل خواص موائع الطبقة یمكن تعیین المقابل الحجمى للنفط والغاز تحت الظروف الاولیة .
٢- طریقة توازن المادة :-
تعتمد ھذه الطریقة على فكرة توازن حجم السوائل الموجودة بالخزان ، حیث ان فكرتھا ان الخزان النفطى یكون فى شكل صھریج متجانس ومحكم یخرج منه السائل ، وان حجم السائل الداخل للخزان ناقص الحجم الخارج یعادل صافى التغیر فى حجم كمیات السوائل الموجودة بالخزان من غازات ونفط خام ومیاه .
٣- طریقة منحنیات تناقص معدل الانتاج :-
وھي احدى الطرق الشائعة الاستخدام فى شركات انتاج النفط لتقییم احتیاطيا لبئر النفطى منفردا او الحقل ، وكذلك التنبؤ بسلوك الحقل فى المستقبل . وتعتمد على استخدام بیانات الانتاج الفعلیة ، للنفط الخام خلال فترات مناسبة فى رسم منحنى معدل الانتاج مع الزمن او مجمع الانتاج على ورق خاص یھدف الى تحدید معدل التناقص الذى یمثل میل المنحنى .
تظھر اھمیة دقة تقدیرات الاحتیاطي فى الاثار المتعددة لاستخداماته وعلى النحو الآتي :
أ- تقییم الجدوى الاقتصادیة للاحتیاطي المكتشف .
ب- تحدید حجم التسھیلات اللازمة لاستغلال الاحتیاطي والتى تتضمن إنشاء الصھاریج ( الاستقبال والمعالجة / التخزین / لشحن ) والخطوط والمحطات اللازمة للتشغیل وانتاج النفط الخام او الغاز .
ج- تقدیر معدلات الانتاج المناسبة والتى لاتحدث اضرارا للخزان النفطى الجوفى .
د- تحدید العمر الانتاجى للخزان والذى یؤثر بدرجة كبیرة فى التكوین النھائى للشركة واستمراریة نشاطھا ووقت تصفیتھا .
هـ- تقدیر التكالیف اللازمة لتنمیة الحقول المكتشفة بحفر الابار الانتاجیة والتقییمیة .
و- وضع السیاسات وبرامج التخطیط اللازمة لاستغلال الاحتیاطى بما یحقق اكبر عائد ممكن عن طریق خفض تكالیف الانتاج وزیادة معدلات الانتاج بما لاتضر بالاحتیاطى وطاقة الخزان الطبیعیة .
ز- حساب مقدار الاستنفاد السنوى للتكالیف غیر الملموسة والخاصة بالبحث والاستكشاف والحفر الانتاجى والتقییمي والذى یطلق علیھ محاسبیا معدل النفاد .
ح- نظرا لاھمیة الاحتیاطى النفطى بوصفھ اھم واضخم الاصول فى شركات النفط ، فان دقة تقدیره تساعد المحاسبین المھتمین حدیثا بالافصاح عنه بالقوائم المالیة بھدف تقدیم مقیاس افضل لنجاح ھذه الشركات وإظھار المركز المالى الحقیقى بھا .
المصادر:
– أقتصاد النفط – نبيل جعفر عبدالرضا.
– مستقبل الطلب على النفط.