crude oil price

Oil Price Types

یشیر سعر النفط الخام الى القیمة النقدیة لبرمیل النفط الخام بالمقیاس الامریكي للبرمیل المكون من ٤٢ غالون معبرا عنه بالوحدة النقدیة الامریكیة
( الدولار ) . ان حركات الاسعار في السوق النفطیة یمكن ان تعرض تحت المفاهیم الآتیة :

١- السعر المعلن :

وهو سعر البرمیل المعلن من قبل الشركات النفطیة في كارتل الشقیقات السبع محسوبا بالدولار الامریكي . وقد ابتدأ العمل بالسعر المعلن منذ عام ١٨٨٠ عندما اعلنت شركة ستاندرد اویل نیوجرسي عن سعر برمیلها النفطي عند فوهة البئر ، ثم استمر العمل بهذا النوع من الاسعار داخل الولایات المتحدة وخارجها ، والمعروف ان الاسعار الرسمیة التي تعلنها الدول النفطیة تأتي في اطار السعر الرسمي المعلن .

٢- السعر المتحقق :

وهو عبارة عن السعر المعلن مطروحا منه الحسمیات والخصمیات أي تخفیض نسبة معینة من السعر المعلن للبرمیل لترغیب المشتري او لتلافي المشاكل الناجمة عن طبیعة بعض القیود والحسمیات التي یمكن ادراجها بمایلي :

أ-حسمیات الموقع الجغرافي :

وتعطى للنفوط التي لاتتمتع دولها او منتجوها بموقع جغرافي یسمح لها بتصدیر النفط الخام مباشرة الى السوق النفطیة العالمیة

ب- حسمیات المحتوى الكبریتي :

ویعطى مقابل النفوط ذات المحتوى الكبریتي المرتفع و مستوى الشوائب العالي .

ج-حسمیات درجة الكثافة :

وتعطى لمشتري النفط الثقیل بنسبة عالیة ولمشتري النفط الخفیف بنسبة اقل .

د- حسمیات قناة السویس :

تعطى للدول التي تصدر نفوطها مباشرة الى السوق النفطیة دون ان تمر بقناة السویس .

٣- السعر الضریبي :

وهو یمثل كلفة البرمیل النفطي المستخرج زائدا الضرائب التي تضاف الى تلك الكلفة ویسمى هذا السعر بسعر الكلفة الضریبیة .

٤- سعر الاشارة :
ویمكن ان یؤخذ باتجاهین هما :

أ-ان سعر الاشارة هو السعر الذي یقل عن السعر المعلن ویزید عن السعر المتحقق وبذلك یمثل سعر الاشارة النقطة الوسطى بین السعرین ( المعلن والمتحقق ) . ویمكن التوصل الى سعر الاشارة عبر اتفاق بین الشركة المنتجة للنفط والدولة المستوردة كما حصل بین الجزائر . وفرنسا عام ١٩٦٥

ب- یعني سعر الاشارة متوسط سلة من النفوط المتقاربة في درجات الكثافة او المتباعدة في الموقع الجغرافي لتشكل مؤ شرا او اشارة لتسعیر مجموعة من النفوط حسب قرب او بعد درجة كثافة النفوط من نفط الاشارة . ونفوط الاشارة عدیدة منها : النفط العربي الخفیف ، نفط الاوبك ، نفط غرب تكساس ، نفط برنت ، نفط بحر الشمال .

هناك ایضا مجموعة من الاسعار التي ظهرت في الفترة اللاحقة وهي :

١- السعر الفوري :
ویعني ثمن البرمیل النفطي معبرا عنه بوحدة نقدیة واحدة في الاسواق الحرة او المفتوحة للنفط الخام . بدأ السعر الفوري یظهر وینشط بعد ان اخذت السوق الفوریة تمثل نسبة مهمة في تجارة النفط الخام الدولیة ، والاسواق الفوریة تمثل مؤشرا لحركة الاسعار في العالم والاسواق الفوریة عدیدة منها : سوق روتردام ، سنغافورة .

٢- السعر الاسمي :
ویعني القیمة النقدیة لبرمیل النفط الخام معبرا عنه بالدولار فنقول مثلا ان سعر الاوبك یساوي ٨٠ دولارا للبرمیل .

٣- السعر الحقیقي :
وهو یمثل اما القیمة الحقیقیة للسعر الاسمي مخصومة بمعدلات التضخم او كمیة السلع والخدمات التي یمكن شراؤها من الخارج بالسعر الاسمي للبرمیل .

٤- الاسعار الآجلة او اسعار صفقات الاجل الطویل :

وتعني الاسعار النفطیة التي یتم بموجبها التعاقد الآن على ان یسلم النفط الخام في فترة مستقبلیة محددة .

٥- سعر البرمیل الورقي :
وهي التسمیة التي تطلق على سعر البرمیل في سوق الصفقات الآنیة وتقترب كثیرا من مفهوم سعر النفط الخام في بورصات النفط الدولیة . وهو عبارة عن عقود النفط الآجلة التي اخذ المستثمرون یبیعونها ویزایدون علیها ویتداولونها بین المضاربین مثلا قیام شركة نفط امریكیة بتوقیع عقد مع العراق لشراء ملیون برمیل نفط تسلم بعد شهرین بسعر ٥٠ د ولار ا للبرمیل ، ثم تقوم هذه الشركة ببیع العقد الى شركة اخرى بمبلغ ٦٠ د ولار ا للبرمیل وقد یباع العقد لمستثمر ثالث ورابع او اكثر، ولذلك یوظف الستثمرون (المضاربون) اموالا كبیر في البرمیل الورقي والمضار بة على النفط الذي قد یرتفع سعره احیانا بفعل هذه المضاربة ولیس للاسباب الحقیقیة الاقتصادیة منها والسیاسیة .

٦- السعر الارجاعي :
ویعني سعر برمیل النفط الخام محددا في ضوء اسعار منتجاته النفطیة المكررة التي تسمى ببرمیل اوبك ( البرمیل المركب )

قواعد تسعیر النفط الخام

هي مجموعة من الترتیبات والانظمة التي وضعتها الشقیقات السبع لغرض تسعیر برمیل النفط الخام ، وقد صممت قواعد التسعیر هذه بطریقة تخدم مصالح الشركات النفطیة الاجنبیة ، وفي المقابل تقلل من وطأة المنافسة بین النفوط عالیة الكلفة والنفوط منخفضة الكلفة مثل المنافسة بین النفط الامریكي او المكسیكي او الفنزویلي مع نفط الشرق الاوسط وبالذات نفط الخلیج
العربي. وبمكن تصنیف قواعد تسعیر النفط الخام الى مایلي :
١- قاعدة التسعیر في نقطة الاساس الوحیدة في خلیج المكسیك :
تعد الولایات المتحدة من اكبر منتجي ومصدري النفط في العالم لغایة الحرب العالمیة الثانیة ، ولذلك تأثرت اسعار النفط بشكل كبیر بسیاساتها ومصالحها ، وتحددت اسعار النفط في تلك الفترة بالاسعار المعمول بها في خلیج المكسیك نقطة الاساس الوحیدة . وقد تمخض هذا النظام عبر اتفاق تم بین ثلاث شركات نفطیة كبرى هي : شركة ستاندرد اویل نیوجرسي و شركة رویال داتش وشركة شل . وقد طبق هذا النظام عام ١٩٣٦ بسعر معلن قدره دولار وتسع سنتات لبرمیل النفط الخام الامریكي . إن نظام نقطة الأساس الأحادیة یعني باختصار ان السعر العالمي للنفط الخام في جمیع موانئ العالم ومراكز التصدیر یتحدد بالسعر نفسھ المعلن في خلیج المكسیك ، على أن یضاف للسعر النھائي كلفة النقل من نقطة الأساس إلى مكان التسلیم ، لذلك أصبح لزاما على المستورد أن یدفع سعر برمیل النفط الخام المعلن في خلیج المكسیك مضافا إلیه أجور النقل من ھذا الخلیج إلى میناء المستورد، بصرف النظر عن الجھة أو المیناء المصدر لذلك النفط سواء كان قریبا على خلیج المكسیك أم بعیدا عنھ ، مثلا سعر النفط العراقي المصدر من میناء خور العمیة الى أي بلد من بلدان العالم یساوي السعر المعلن لبرمیل النفط
الخام في خلیج المكسیك زائدا تكالیف النقل الوھمیة من خلیج المكسیك الى میناء الاستیراد .
ونظرا لھیمنة الشركات النفطیة الكبرى على جمیع عملیات الاستخراج وإنتاج ونقل وتسویق نفوط الشرق الأوسط، فقد قامت بتطبیق النظام الجدید على ھذه النفوط المستوردة من أقطار الخلیج العربي مباشرة. وبذلك ظھر العامل المھم في ارتباط أسعار النفط العربي الخام في الخلیج العربي بأسعار النفط الأمریكي الخام في خلیج المكسیك، والذي برز بوضوح من خلال سیطرة الإنتاج النفطي الأمریكي على المركز الأول بین بلدان العالم النفطیة منذ فترة ما بعد الحرب العالمیة الأولى وحتى عام ١٩٣٨ ، حینما كانت نسبته تشكل ٦١ % من المجموع العالمي للإنتاج النفطي. ومع تزاید الإنتاج النفطي في مناطق عدیدة من العالم
وخاصة فنزویلا وإیران مع الأقطار العربیة، فقد انخفضت نسبة مساھمة الإنتاج النفطي الأمریكي في الاستھلاك العالمي من ناحیة، مقابل تزاید الاستھلاك المحلي في الولایات المتحدة مع لجوء الحكومة إلى تنفیذ إستراتیجیة خاصة تتركز في الاحتفاظ بالاحتیاطي النفطي الاستراتیجي للأزمات مستقبلا .
ومن خلال متابعة مسیرة الأسعار المعلنة للنفط الخام على وفق نظام التسعیر الأحادي منذ عام ( ١٩٣٦ وحتى نھایة الحرب العالمیة الثانیة كان مؤشر أسعار النفط الخام یتراوح بین ( ١.٠٩دولار للبرمیل و( ١.٢١ ) دولار للبرمیل كحد أعلى وكان من الأسباب المھمة لمسیرة ھذه الأسعار بالشكل المذكور، بروز سیطرة كارتل الشركات النفطیة الكبرى على السوق العالمیة
عموما وعلى الأسعار بشكل خاص .
لقد حقق نظام نقطة الأساس الأحادي بخلیج المكسیك الاھداف الاستراتیجیة للشركات الكبرى في ذلك الوقت، والذي تجلى واضحا في استمرار سیطرة ھذه الشركات وحكوماتھا على سوق النفط العالمیة، إلى جانب تحقیق الشركات – صاحبة الامتیازات النفطیة في الأقطار العربیة – أرباحا طائلة جراء تصدیرھا النفط الخام الرخیص الكلفة إلى أسواق قریبة من مراكزه الإنتاجیة،
والحصول على نفقات الشحن فضلا عن فروقات الأسعار بین النفط الأمریكي الخام في خلیج المكسیك والنفط العربي الخام في الخلیج العربي بصورة خاصة . اذ استند ھذا النظام على النفط الخام المنتج في تكساس وحقول لویزیانا المرتفع التكالیف مضافا اليه اجور النقل، وبذلك ارتبطت اسعار النفط الامریكي الخام بالنفط العربي في خلیج المكسیك .
إلا أنه نتیجة لظروف الحرب العالمیة الثانیة، فقد بدأ نظام نقطة التسعیر الأحادیة بخلیج المكسیك یضعف ویفقد من أھمیتھ، اذ ظھرت مجموعة من المتغیرات تتمثل في ظھور مناطق انتاج جدیدة وحاجة المتحاربین الى مصادر نفط قریبة وقلیلة التكالیف وبكمیات كبیرة وامتداد نشاطات الشركات النفطیة الاجنبیة الى الوطن العربي حیث الاحتیاطیات النفطیة الھائلة وبالذات في
منطقة الخلیج العربي ، ولذلك وافقت الشركات النفطیة الكبرى على اختیار الخلیج العربي كنقطة أساس ثانیة لتسعیر النفط الخام على المستوى العالمي.

٢- نظام نقطة الاساس المزدوجة في الخلیج العربي وخلیج المكسیك :

بدأ تطبیق نظام نقطة الأساس المزدوجة لتحدید الأسعار المعلنة في عام ١٩٤٥ ، اذ انتبھت البحریة البریطانیة إلى الارتفاع غیر المبرر في أسعار النفط المورد إلیھا خلال الحرب العالمیة الثانیة ،وإمام ضغوطات الحكومة البریطانیة على الشركات العالمیة ا لتي لم تجد أمامھا غیر الاعتراف بمنطقة الخلیج العربي كنقطة أساس ثابتة لتسعیر النفط، وتم اتخاذ نقطة” عبادان” بإیران في مستوى السعر نفسھ في خلیج المكسیك، ولم یمض وقت طویل حتى طالبت الولایات المتحدة الأمریكیة من الشركات النفطیة العالمیة بتحدید سعر الأساس انطلاق من ” راس تنورة” بالسعودیة في مستوى السعر نفسھ في خلیج المكسیك، خدمة لمصالحھا بفعل تزاید صادراتھا من المنطقة ، ومنذ ذلك الحین أصبح للنفط نقطتین للتسعیر .

وبموجب ھذا النظام یكون لدینا نقطتین للتسعیر واحدة في الخلیج العربي والثانیة في خلیج المكسیك مع وجوب ان یكون السعر المعلن في النقطتین واحدا أي موحدا بین الخلیجین ، وتحسب تكالیف النقل من الخلیج العربي الى میناء الاستیراد ومن خلیج

المكسیك الى میناء الاستیراد ، حیث حددت أسعار النقطة الجدیدة في الخلیج العربي بحدود مقاربة لأسعار النقطة الأساسیة السابقة في خلیج المكسیك، فأصبح بإمكان المشترین لنفوط الشرق الأوسط والخلیج العربي أن یدفعوا منذ ذلك الوقت أسعارا معلنة محددة مضافا إلیھا أجور شحن وتأمین من أقرب الخلیجین إلیھم . وقد عززت ھذه القاعدة من قدرة النفوط العربیة على منافسة النفط الامریكي .

وقد اختارت الشركات النفطیة العالمیة منطقة تعادل او نقطة تعادل تجعل السعر المعلن زائدا تكالیف النقل واحدا في تلك النقطة وھي میناء نابولي الایطالي أي ان یكون ھناك سعر موحد لبرمیل النفط الخام یدخل الى الاسواق النفطیة العالمیة . وبسبب التحول الذي طرأ على الصناعة النفطیة وتحول الولایات المتحدة من دولة مصدرة للنفط الخام الى دولة مستوردة ، فضلا عن ظھور مراكز انتاج جدیدة في الشرق الاوسط والبحر الكاریبي ثم حاجة اوربا للطاقة لاعمارھا من خلال مشروع مارشال ، ولذلك نقلت الشركات النفطیة نقطة الاساس من میناء نابولي الى میناء ساوثھامبتن الانكلیزي ثم استقر الحال في نظام التعادل باستحداث نقطة تعادل جدیدة ھي میناء نیویورك ، وتعادل ھذه النقطة السعر المعلن لنفط البحر الكاریبي بسعر النفط العربي في الخلیج حتى یدخلا السوق العالمیة بسعر واحد مع اضافة كلفة النقل والشحن والتأمین . لقد وجھت بعض الانتقادات للنظام المزدوج للاسعار في بعض الدول المستھلكة للنفط واھمھا ارتفاع السعر المعلن لبرمیل النفط الخام المنتج في الخلیج العربي قیاسا بنفقات انتاجه المنخفضة وكذلك ارتفاع تكالیف النقل .

استمر العمل بقواعد التسعیر ھذه حتى بعد دخول الصناعة النفطیة الى نظام المناصفة والتملك ١٩٧٢ . وكانت – الكلي والمشاركة الا في بعض الاستثناءات الخاصة بحركة التأمیمات ١٩٦٩ . منظمة الاوبك تطلب من الشركات ان تعدل الاسعار ولھذا عقدت ثلاث اتفاقیات عام ١٩٧١ وقد تمكنت الاوبك من تحدید اسعار نفوطھا خلال المدة ١٩٧٣ الى ١٩٨٦ من خلال التعدیلات التي اجرتھا من طرف واحد على اسعار النفط ومنھا التعدیلات الكبیرة عام ١٩٧٣ ثم تعدیلات مؤتمر الدوحة عام ١٩٧٦ ثم تعدیلات ١٩٧٩ – ١٩٨٦  ثم بدأت سلسلة الانخفاضات خلال المدة ١٩٨٣ الى 1986  على الرغم من تحدید الاوبك لحصص انتاجیة معینة لكل دولة منظمة الیھا . وعلى العموم اصبحت السوق النفطیة العالمیة بتغیراتھا العدیدة ھي التي تحدد اسعار النفط الخام ابتداء من عام ١٩٨٦ ولغایة الآن .

 العوامل المؤثرة في اسعار النفط الخام

تعد أسعار النفط أھم الأسعار الدولیة للسلع التجاریة على الاطلاق، حیث تراقب ھذه الأسعار جمیع دول العالم مؤسساته الاقتصادیة سواء في الدول المنتجة أم المستھلكة للنفط، لما لھذه الأسعار من دلالات خطیرة حول مستقبل التكالیف والاسعار والنمو في جمیع انحاء العالم .
ان أسعار النفط أصبحت من أكثر السلع التجاریة الدولیة تقلبا، ویرجع ذلك الى العدید من الاسباب والمتغیرات التي تؤثر في سعرھا، والتي تشمل المتغیرات الاقتصادیة والسیاسیة أو المناخیة، أو عوامل المضاربة القائمة على التوقعات ویمكن ایجاز اھم العوامل المؤثرة في اسعار النفط بالآتي :

١-حجم الاحتیاطي النفطي :
یمكن تحدید مدى ندرة النفط الخام في ضوء الاحتیاطي المؤكد للنفط الخام ، عندما یزید الجیولوجیون من تقدیراتھم لحجم الاحتیاطي فأن ندرة المورد النفطي سوف تقل مما یدفع المنتجین الى اعادة النظر بكلفة المستخدم باتجاه تخفیضھا فینخفض سعر النفط الخام . اما اذا اقتنع المنتجون بأن الاحتیاطي اقل من السابق فأن اسعار النفط الخام سوف ترتفع الى ان تتغیر التوقعات مرة اخرى .

٢-النفط الخام الاصطناعي :
یتضمن النفط الخام الاصطناعي النفوط الخام الناتجة عن تقطیر حجر السجیل ورمال القار والفحم ، وھي مھمة في توفیر موارد بدیلة للطاقة وفي امكان تأثیرھا في سعر النفط الخام التقلیدي .

٣-الجمود النسبي في الطلب على النفط :
یتسم النفط بشكل عام بانخفاض مرونتھ بالنسبة للسعر ، بمعنى آخر ان ارتفاع سعر النفط الخام لایترتب علیھ انخفاض في الكمیة المطلوبة . وانخفاض السعر لایترتب عليه ارتفاع في الكمیة المطلوبة من النفط . وذلك بخلاف العدید من السلع الاخرى التي یترتب على تغیر اسعارھا استجابة الكمیات المطلوبة منھا على نحو كبیر . وتشیر تطورات اسعار النفط والاستھلاك العالمي للنفط الخام الى ان ھناك رد فعل محدود للمستھلك تجاه تغیرات اسعار النفط الخام ، فضلا عن الحاجة الى مدة طویلة لكي یستطیع المستھلك ان یتكیف مع مستوى الاسعار المرتفعة . ان ھذا الانتظار الزمني یزید من عامل اللایقین في مرونة الطلب السعریة في الاجل الطویل . اذا اعتقد المنتجون ان الطلب في الاجل الطویل ھو اكثر مرونة مما ھو متوقع سابقا فأن المستھلكین لایطلبون الكمیات السابقة مما یؤدي الى انخفاض مفاجئ في السعر.

٤-الجمود النسبي في العرض :
حیث تتسم مرونة العرض النسبیة (استجابة الانتاج لتغیرات السعر) بالانخفاض وبصفة خاصة عندما یتعلق الامر بزیادة العرض مع ارتفاع السعر ، حیث ان الانتاج النفطي یعتمد اساسا على القدرة في الاستخراج من الآبار ، ومعدل الاستخراج الامثل للنفط من البئر ، ومن ثم فأن ارتفاع سعر النفط لاتقابلھ زیادة مھمة في المعرض النفطي فتزید الضغوط على الاسعار وتدفع بھا نحو الارتفاع بصورة اكبر ، لانه لكي تنخفض اسعار النفط لابد ان تحدث زیادة في حجم المعروض من النفط وھي مسألة في غایة الصعوبة خصوصا عندما یصل الانتاج الى حده الاقصى ، حیث یقتضي زیادة انتاج النفط ومن ثم زیادة العرض تطویر الآبار الحالیة وتعزیزمعدل الاستكشاف للآبار الجدیدة وھو مایتطلب وقتا طویلا .

٥-معدل النمو الاقتصادي :
وھو احد المحددات الاساسیة لحجم الاستھلاك العالمي من النفط الخام ، فاذا كانت توقعات المنتجین تشیر الى ارتفاع معدلات استھلاك النفط نتیجة لارتفاع معدل النمو الاقتصادي ، فأن كلفة المستخدم ستكون مرتفعة . فالتوقع بارتفاع معدل النمو الاقتصادي یؤدي الى زیادة الطلب على النفط الخام مما یدفع بالسعر نحو الارتفاع . ویحدث العكس في حالة التوقع بانخفاض معدل النمو الاقتصادي الذي یدفع بمعدلات الطلب ومن ثم استھلاك النفط نحو الانخفاض مما یدفع بمسار اسعار النفط الخام نحو الانخفاض .

٦-سعر الخصم :
في بدایة العقد الثالث من القرن الماضي ، كانت الاسعار المعلنة للنفط الخام من الشركات النفطیة العالمیة آنذاك اسعارا خالیة من التضخم ، ولكن العالم شھد عدم استقرار في معدلات التضخم فاقت عدم الاستقرار في اسعار النفط الخام ، وعلیھ لابد من تقییم اسعار النفط الخام بالدولار الثابت اي لابد من تحدید السعر الحقیقي للنفط ولیس السعر الاسمي . اذا افترضنا ان الاستثمار في استخراج النفط من الاصول التي لامخاطر فیھا فأن ھذا یدفع المنتجین الى الاستفادة من سعر الفائدة الحقیقي الذي یعبر عن عائد الاجل الطویل لسنوات استثمار خالیة من المخاطر ، ولكن اذا توقع المنتجون مخاطر سیاسیة وجیولوجیة مثل : التأمیم ، جفاف الآبار ، النضوب السریع للآبار ، صعوبة الحصول على موارد نفطیة جدیدة ، فأن ھذا یدفعھم الى فرض سعر خصم مرتفع . اما اذا قل خطر التأمیم والتملك فأنھم یتبنون سعر خصم اقل . یمكن اعتبار سعر الخصم بانھ ثمن الفرصة لرأس المال ، فاستثمار رأس المال في مشروع ما یضیع على المستثمر فرصة استثمار مالھ في مشروع آخر ، ولذلك فھو لن یستثمر في المشروع اذا كان بالامكان استثمار مالھ في مشروع آخر اكثر ربحا .وبمعنى آخر فأن سعر الخصم ھو المردود الذي یتوقع المستثمر الحصول علیھ من الاستثمار في اي مشروع . ان ربح المستثمر في صناعة النفط یعتمد على سعر الخصم علما ان سعر الخصم الدارج في الصناعة النفطیة ھو ١٢ % حسب التقدیرات الحقیقیة.

٧-سعر صرف الدولار الامریكي :

یتم تسعیر النفط الخام بالدولار ولذلك فأن أي تغير في سعر صرف الدولار يؤثر بشكل مباشر في سعر النفط الخام ويؤدي انخفاض سعر صرف الدولار إلى رفع أسعار النفط الخام من خلال ألاثر المباشر وألاثر غیر المباشر ، یتمثل الأثر المباشر أو قصیر الأجل لانخفاض الدولار في أسواق النفط في زیادة حدة المضاربات في عقود النفط ،الأمر الذي یسهم في ارتفاع أسعار النفط. فالنفط، كغیره من المواد الأولیة المسعرة بالدولار، یصبح رخیصا مقارنة بالاستثمارات الأخرى مقدرة بالعملات الأجنبیة، لذلك یقبل علیها المستثمرون.

و یتمثل الأثر غیر المباشر أو البعید الأجل، لانخفاض الدولار في أسواق النفط العالمیة في تغییر أساسیات السوق، عن طریق تأثیره في العرض والطلب على النفط. فمن نتائج انخفاض الدولار على المدى الطویل انخفاض الطاقة الإنتاجیة، أو عدم نموها بشكل یتناسب مع الزیادة في الأسعار بسبب انخفاض القوة الشرائیة للدول المصدرة، والتي لن تمكنها من توفیر الأموال اللازمة لزیادة الطاقة الإنتاجیة. هذا یعني انخفاض المعروض مقارنة بالطلب، وبالتالي ارتفاع أسعار النفط. الأمر نفسه ینطبق على شركات النفط العالمیة التي تتسلم عوائدها بالدولار، ولكنها تدفع تكالیفها بعملات مختلفة. فشركات النفط في بحر الشمال مثلا تدفع أجور عمالها بالیورو في الوقت الذي تتسلم فیه عائداتها بالدولار. هذا یعني ارتفاع التكالیف مقارنة بالعائدات، الأمر الذي یمنعها من زیادة الاستثمار في طاقة إضافیة، رغم ارتفاع أسعار النفط. هذا أیضا یخفض المعروض، ویرفع أسعار النفط.

٨-انتشار المضاربة على النفط:
وھي من الظواھر الجدیدة التي تتعرض لھا صناعة النفط حالیا، حیث تكونت صنادیق للمضاربة فيه ، وھو ما جعل النفط احد سلع المضاربة، وتقوم عملیات المضاربة في النفط على أساس التوقعات المستقبلیة للأسعار والتي ترتكز الى مجموعة من المتغیرات الاقتصادیة الكلیة وكذلك السیاسیة و المناخیة، وعندما تشیر ھذه التوقعات حول المتغیرات المؤثرة في النفط الى احتمال ارتفاع الأسعار یبدأ المضاربون في شراء النفط فترتفع أسعاره بصورة أكبر، وعندما تنعكس تلك التوقعات تبدأ عملیات بیع النفط فتنخفض أسعاره بصورة اكبر، وھو ما یؤدي الى زیادة نطاق التقلبات السعریة في النفط بفعل اتجاھات المضاربة.

٩-مستوى المخزون العالمي من النفط :
ان الارتفاع في مستویات مخزون النفط الخام أو المنتجات المكررة یدل على أن العرض یفوق مستوى الطلب، وغالبا ما یكون لھذا تأثیر سلبي على الأسعار والعكس صحیح .

١٠ – العوامل السیاسیة :
وھي أحد الخصائص الأساسیة لعملیة انتاج النفط، اذ أن انتاجھ یتركز في الخلیج بصورة أساسیة وھي منطقة ساخنة جدا من الناحیة السیاسیة، وعرضه للتقلب الشدید من وقت لآخر في ھذا الجانب. ونتیجة لذلك فأن أي تغیر في الأوضاع السیاسیة في ھذه المنطقة ینعكس بشكل مباشر على الأسعار العالمیة للنفط الخام.

١١ -التقلبات في المناخ :
بما أن النفط ھو المدخل الرئیس في عملیات تولید الطاقة فان التغیرات العنیفة في درجات الحرارة من حیث ارتفاعھا أو انخفاضھا یترتب علیھ ارتفاع أو انخفاض الطلب على الطاقة لأغراض التدفئة بالذات، وھو ما یؤدي الى ارتفاع أو انخفاض الطلب على النفط، الأمر الذي ینعكس بشكل مباشر في أسعار النفط الخام .