Iraq Oil

Iraqi Oil Export Challanges

<h1>

تحديات زيادة انتاج النفط في العراق

رائد العبيدي


يسعى العراق وبشكل مستمر لزيادة انتاج النفط الخام من حقوله المختلفة وصولاً الى معدلات قياسية ، وهذا واضح في تصريحات المسؤولين عن الصناعة النفطية في العراق وآخرها تصريح السيد وزير النفط العراقي برغبة العراق للوصول الى معدل 8 مليون برميل في اليوم خلال 3 سنوات.

فما هي التحديات التي تواجه هذا الأمر؟ وهل هذا الأمر قابل للتحقيق؟
هذا ما سنناقشه في السطور القليلة القادمة.

قبل أن نتطرق الى تفاصيل الموضوع يجب أن نوضح الفرق بين انتاج النفط وتصدير النفط ، حيث أن نسبة معينة من الانتاج تذهب الى التصدير في حين يستخدم الجزء الآخر للأستهلاك الداخلي وتحديداً للمصافي ، ولنقوم بتوضيح ذلك من خلال الأرقام الحقيقية فانتاج العراق اليوم من النفط الحام يصل الى (4.6 – 4.8 مليون برميل في اليوم) في حين تبلغ كمية النفط المصدّر حوالي (3.3-3.4 مليون برميل في اليوم) ، أي أن الأستهلاك الداخلي يتراوح بين (1-1.2 مليون برميل باليوم) وهذا يوضّح ما ذكر في أعلاه.

هل يمكن الوصول الى أرقام تصدير عالية مثل 8 – 9 مليون برميل في اليوم؟

لايخفى على أحد من متابعي الشأن النفطي العراقي أن العراق يمتلك خامس أكبر احتياطي نفطي في العالم بواقع 145 مليار برميل ، وأن المكامن النفطية العراقية لازالت غزيرة بالنفط ، أي أن الأمر ممكن من ناحية توفر الخزين النفطي على الأقل ، لكن ليس هذا كل شيء ، فما زالت هناك الكثير من التحديات تواجه هذه الخطة وهي كما يلي:

الحاجة الى استثمارات مالية

 كما هو معلوم فأن زيادة الأنتاج بمقدار مليون برميل في اليوم يحتاج استثمارات تصل الى 15 مليار دولار ، وبعملية حسابية بسيطة نجد أن الصعود من المستوى الحالي للأنتاج  يعني الصعود بمقدار الضعف ، أي الحاجة الى زيادة لا تقل عن 4.5 مليون برميل في اليوم ، مما يعني بلغة الأرقام والأستثمارات الحاجة الى ما لايقل عن 65 مليار دولار خلال مدة الأستثمار وهي 3 سنوات ، أي بمعدل 21.6 مليار دولار سنوياً بغية الوصول الى معدل انتاج يتجاوز 9 مليون برميل بقليل (لوجود حاجة الى الأستهلاك الداخلي تقدر بحوالي 1 – 1.2 مليون برميل في اليوم) ، اي حوالي نصف ميزانية العراق السنوية.

حفر الآبار

أقتبس هنا كلام البروفيسور (حسين ربيعه) :
(( نحتاج الى حفر الكثير من الآبار ، فلو فرضنا ان انتاج كل بئر هو 1000 برميل في اليوم ولو أردنا رفع الأنتاج بمقدار 4.5 مليون برميل ، فهذا يعني الحاجة الى حفر 4500 بئر خلال ثلاث سنوات ، اي 1500 بئر في السنة )).

المنشآت السطحية Surface Facilities

ان زيادة الانتاج تعني ببساطة (المزيد من المنشآت السطحية) وهي محطات انتاج ومعالجة النفط والغاز الطبيعي وتشمل (محطات عزل الغاز وكبسه وتنقيته ، اضافة الى محطات الضخ ، ومنشآت معالجة الغاز الطبيعي وغيرها) وهذه المنشآت تحتاج الى العديد من السنين لنصبها قريباً من مناطق الأنتاج ، كما يمكن للعراق توسيع منشآته النفطية الحالية بزيادة وحدات معالجة اضافية تتناسب مع اي زيادة جديدة.

منافذ التصدير

ان الصعود في انتاج النفط سيؤدي الى زيادة في تصدير النفط ، وهذا بطبيعة الحال سيجعل الحاجة قائمة الى المزيد من طاقة التصدير ، وهذا يعني الحاجة الى الأمور التالية:
1. رفع طاقة موانيء التصدير الحالية.
2. إنشاء موانيء جديدة (إن امكن) أو منصات تصدير عائمة جديدة.
3. الحاجة الى منافذ تصدير جديدة مثل تأهيل الخط العراقي التركي مما يجعل العراق قريباً من المستهلكين الأوربيين.

تحدي حصص أوبك

ان أي زيادة متوقعة في معدلات التصدير تحتاج الى موافقات مسبقة من أوبك بلس ، حيث أن هذا التجمع يقوم بتوزيع حصص الانتاج لكل بلد عضو فيه ، أو يمكن أن يلجأ العراق الى الخروج من أوبك ويبدأ بالتصدير بدون اي التزام بحصة معينة ، ولكن هذا الأمر له عواقب وخيمة أخرى منها زيادة العرض وبالتالي الضغط على السوق وتخفيض الأسعار بشكل كبير مما يعني عملياً عدم الأستفادة من هذه الزيادة ، اضافة الى الدخول المحتمل لكل من فنزويلا وليبيا ثانية الى السوق ، واحتمال نجاح الأتفاق النووي مع ايران مما يعني عودتها الى السوق ، والأمران الأخيران يعنيان المزيد من تدفقات النفط الى السوق أو إغراق السوق ان صح التعبير.

دورة ارتفاع اسعار النفط

من الضروري أن نفهم ما يقوله خبراء اقتصاد البترول عن أن النفط يمر ب(دورة ارتفاع اسعار) قد تستغرق 4-5 سنوات تنتهي بعدها لتبدأ دورة انخفاض الأسعار ، مما يستوجب الأستفادة من ارتفاع الأسعار في استثمارات ذات اتجاهين: سيادية للحفاظ على احتياطي الدولة من المال ، واستثمارية تهدف الى تحسين واقع صناعة النفط والغاز الطبيعي.

لهذا يتوجب على العراق التفكير بخطة استراتيجية دقيقة للصعود بالأنتاج تتناسب مع معطيات السوق على أن تحتوي هذه الخطة على سيناريوهات متعددة ، مع الأخذ بنظر الأعتبار أن الشركات الأجنبية العاملة في العراق ستطالب باجورها التشغيلية أياً كانت الظروف والأسعار.

 


رائد العبيدي – رئيس مهندسين بترول – مدير موقع AONG

خبرة طويلة من العمل في منشآت إنتاج ومعالجة النفط والغاز الطبيعي.له العديد من المقالات والدراسات حول الصناعة النفطية وخاصة ما يتعلق بالمنشآت السطحية.

متابع لشؤون اقتصاديات البترول.

عضو في جمعية مهندسي البترول SPE .

لديه العديد من المحاضرات المسموعة والمرئية على اليوتيوب.

له كتابان في مجال الأختصاص وهي (انتاج النفط والغاز الطبيعي/2021) و (المنشآت السطحية في الحقول النفطية/2024)