Environmental pollution

Environmental pollution

تمهيد:

المجتمع البشري بحاجة الى بيئة متوازنة من اجل رفاهيته وتقدمه حيث ان قابلية تكيف الانسان لتغير البيئة محدودة وذلك ناتج من محدودية التغير في العمليات الفسلجية في جسم الانسان ونتيجة للتطور السريع والنشاط الانساني في مجال الصناعة واستخدام مصادر الطاقة والاستخدام المفرط للمواد الكيمياوية في الزراعة والنقل ادى الى ظهور تغيرات ملموسة في انظمة البيئة المختلفة والتي انعكست على الانسان والكائنات الحية على سطح الكرة الارضية. كانت هذه النشاطات لها تاثير سلبي ترتب على وجهين حسب تشخيص علماء البيئة.

الوجه الاول: هو الشكل الطبيعي للحياة الذي لا يمكن تغييره الا بحدود ضيقة

الوجه الثاني: هو الشكل التقني الذي يتطور بصورة محدودة. وعليه ولغرض المحافظة على التوازن البيئي يجب تكييف الجانب التقني الى الجانب الطبيعي للحياة.

ان بقاء التوازن الصحيح بين العوامل الطبيعية والعوامل التقنية هو احد مشاكل المجتمع الحديث والذي يجب ان يقام على اسس علمية لذلك يعتبر التلوث من ابرز قضايا العصر ومن اهم المشاكل التي اولتها كثير من الدول اهتمام بالغا وعقدت من اجلها العديد من المؤتمرات والندوات. لقد كثفت الامم المتحدة كل ما متاح من الطاقات لدراسة مشاكل التلوث وسبل التغلب عليها وانبثقت من هيئة الامم المتحدة منظمة تختص بشؤون البيئة هي برنامج الامم المتحدة لحماية البيئة واصبح موضوع البيئة وحمايتها من المواضيع التي تدرس في مختلف الجامعات والمعاهد العالمية كموضوع مستقل. ومن الجدير بالذكر ان مشكلة تلوث البيئة قد تفاقمت في السنوات الاخيرة نظرا لزيادة وجود الغازات السامة في الهواء كمخلفات الصناعة او بفعل الحرائق وعوادم السيارات والمعامل اضافة الى المواد السامة في الهواء والغذاء والتربة الناتجة من تزايد استخدام المبيدات الحشرية في الزراعة والمنازل واماكن العمل.

ومما يزيد من حالة التلوث هو التزايد المضطرد في عدد المواد الكيمياوية السامة حيث ذكر تقرير الاكاديمية الملكية البريطانية عام 1973 اكثر من ربع مليون مركب جديد يستعمل الكثير منها في اغراض الصناعة والزراعة. بالاضافة الى اكثر من مليوني مادة كيمياوية شائعة الاستعمال كما انه لاتقتصر خطورة التلوث البيئي على وجود هذا العدد الضخم من المواد الكيمياوية بل يضاف اليه تلوث من انواع اخرى مثل التلوث الذري والاشعاعي والتلوث البايولوجي بالكائنات الحية المختبرية وما تفرزه من سموم ضارة للانسان والحيوان والنبات . يضاف الى ذلك التلوث بالضوضاء التي تعد شكلا من اشكال التلوث.

مفاهيم تلوث البيئة والسلامة المهنية :

البيئة : وتمثل المحيط بجميع عناصره الذي تعيش فيه الكائنات الحية.

البيئة الصناعية: وتمثل بيئة المصنع بجميع عناصره

المواد والعناصر الملوثة: وتشمل المواد الصلبة والسائلة والغازية والضوضاء والاشعاعات والحرارة والاهتزازات وما شابهها بفعل الانسان او الطبيعة والتي تؤدي بصورة مباشرة او غير مباشرة الى تلوث البيئة.

تلوث البيئة: وجود اي من المواد او العوامل الملوثة في البيئة بكمية او صفة ولفترة زمنية تؤدي بطريق مباشر او غير مباشر الاضرار بالانسان والكائنات الحية او البيئة التي يعيشون بها.

عناصر البيئة: وتشمل الهواء والماء والتربة.

جو العمل: ويقصد به الوسط الذي يؤدي فيه الانسان اعماله والذي يوصى ان تتوفر فيه عناصر الصحة والسلامة المهنية كالتهوية الجيدة والاضاءة المناسبة وغيرها.

الصحة المهنية: هو علم وفن الوقاية من الامراض وادامة الحياة وتحسين الصحة الجسمانية والعقلية وزيادة قابلية العامل على العمل.

الامراض التي ترافق الانسان عرفت منذ قديم الزمان . فالتسمم بين العاملين في مناجم استخراج الرصاص عرف منذ القرن الرابع قبل الميلاد. وفي القرن الثامن الميلادي استعمل الكيميائي العربي جابر بن حيان الزئبق في تركيب الدهان لعلاج امراض الجلد وبين بالتفصيل الخواص السمية للزئبق ومركباته.

وفي سنة 1556 م نشر الالماني غريكولا كتاب عن اهمية التهوية الجيدة كعلاج لتقليل الاتربة المتصاعدة  من المناجم كما بين الامراض المهنية الناتجة عنها . وفي سنة 1700 م نشر العالم الايطالي كتابه المعروف باسمه (راميزينيين الامراض المهنية) بعد اجراء تشريح لجثث المتوفين بسبب الامراض المهنية من العاملين في المناجم. بعدها توالت الدراسات الطبية والعلمية لمعرفة الاسباب التي تؤدي الى  الامراض المهنية وصدرت العديد من الكتب التي تشرح الامراض المهنية واسبابها وطرق الوقاية منها. وفي سنة 1833 م وضع اول قانون في انكلترا لحماية العاملين في المناجم بعدها توالت القوانين والتشريعات في مختلف الدول لحماية العاملين من الاضرار التي قد تسببها مهنهم . وفي بداية القرن التاسع عشر بدات تصدر العديد من النشرات والمجلات التي تهدف لزيادة التوعية للعاملين وسبل حمايتهم من الامراض المهنية.

التلوث البيئي :

هناك تعاريف عديدة لموضوعة التلوث البيئي لكنها تشترك جميعها برافد علمي واحد من ناحية المضمون حيث يعرف التلوث البيئي ب ” التغيرات الكيمياوية الفيزياوية البايولوجية التي تطرا على البيئة والتي تسبب ظهور خلل في التوازن البيئي له اثار  سلبية سواء كانت مباشرة او غير مباشرة”

 اما الوسط البيئي فهو ” جملة العلاقات المتبادلة بين الكائنات الحية والبيئة وهو النظام الفيزيائي والبيولوجي الذي يحيا فيه الانسان والكائنات الحية”


إقرأ أيضاً الاستخدام الأمن للمواد الكيمياوية


اسباب التلوث البيئي

 – التقدم الصناعي

 – الزراعة المكثفة

 – تزايد السكان

مظاهر التلوث البيئي

– الامطار الحمضية

 – الموت البايولوجي للانهار والبحيرات

 – استنزاف طبقة الاوزون

 – ارتفاع درجة حرارة الكون

 – زحف التصحر

 – التلوث السمعي والتلوث البصري والتلوث الحراري

اهمية موضوع التلوث:

الاهتمام بموضوع التلوث البيئي بدا بالاتساع بشكل مطرد مع التطور التكنولوجي والحياتي للانسان حتى اصبح من العلوم المهمة التي تدرس في كافة المراحل الدراسية في الدول المتقدمة. ولايخفى بان هذا التوسع لم يكن اعتباطيا بل جاء من خلال الاحساس بالخلل الذي حصل بالطبيعة في بعض النظم البيئية ذات المساس الكبير بحياة الانسان وتم انجاز العديد من البحوث العلمية في هذا المجال ادراكا باهمية الموضوع والنتائج المترتبة عليه.

ان التلوث يشمل عدد من الجوانب التي لايمكن عزلها لترابطها بالمنظومة البيئية فهو يشمل العلاقة بين المسبب والمضيف والظروف البيئة من ناحية و تلوث الهواء والماء والتربة من ناحية اخرى والتي يعبر عنها بمثلث البيئة .

الخطوات الاساسية في دراسة التلوث البيئي:

ان الخطوات الاساسية في دراسة حالة التلوث البيئي في بيئة المصنع او البيئة بشكل عام تتطلب الاخذ بنظر الاعتبار الخطوات التالية:

تحديد مصدر التلوث: حيث تعتبر عملية تحديد مصدر الملوثات في بيئة المصنع او البيئة المعروفة التركيب الكيميائي والفيزيائي والبيولوجي وكذلك الموقع والكمية اثناء انطلاق الملوث الى البيئة, من الامور المهمة في وضع خطط العمل المطلوبة.

كيفية انتقال الملوث: وتشمل دراسة الطرق المحتملة لانتقال الملوث من خلالها الى اماكن اخرى كأن تكون الرياح او التيارات المائية او وسائط اخرى.

التغييرات الكيميائية والفيزيائية البايولوجية: والتي قد تحدث على الملوث اثناء عملية انتقاله وتؤدي الى تلاشيه او انخفاض كميته بعد تحوله الى مواد اقل ضررا.

التأثير المتوقع للملوثات: والنتائج الناجمة من تحللها او بقائها على البيئة بشكل عام والاحياء بشكل خاص سواء كانت في موقع الانطلاق او بعد انتقالها الى مواقع اخرى.


إقرأ أيضاً انواع مشتقات البترول السائلة وتأثيرها على صحة الانسان


اسباب تزايد الازمات البيئية:

شهد العالم بعد الحرب العالمية الثانية تطورا علميا وتقنيا سريعا نتج عنه اختلال في التوازن البيئي بشكل واضح وان ما ادخله الانسان من ملوثات لم تكن معروفة في السابق ساهم في زيادة سعة هذا الاختلال حيث بدات اثاره في التوازن الطبيعي بين الاحياء في النظم البيئية بشكل ادى الى انقراض بعضها او الى زوالها كليا وتتمثل هذه التغيرات بما تقذفه المصانع ووسائل المواصلات من ملوثات او ما تسببه عملية استخدام المبيدات الحشرية المستخدمة في الزراعة من تاثيرت تراكمية على الكائنات الحية والبيئية اضافة الى الملوثات الاخرى الناتجة من المفاعلات النووية والعوامل الكيمياوية والاحيائية.

صيغ التخطيط البيئي الحديثة:

من اجل ان يكون هناك جانب تخطيطي سليم ومبرمج في دراسة سبل حماية وتحسين البيئة بشكل عام وبيئة المصنع بشكل خاص والعمل وفق الضوابط المحددة والمسموح بها, فان عملية مراعاة تطبيق الصيغ التخطيطية ضروري جدا.

– توفير الكادر الفني والتقني ويتم ذلك من خلال فتح مجال علمي في اختصاصات البيئة في الجامعات

 – اجراء البحوث العلمية والدراسات التخصصية وتشمل:

 – اختيار التقنيات التي لا تسبب التلوث

 – اعادة استخدام النواتج العرضية والمخلفات الصناعية

 – تطوير الهندسة الوراثية وانتاج منظومات ميكروبايولوجية لمعالجة وتحليل الفضلات

 – تطوير اجهزة رصد وقياس التلوث

 – وضع الضوابط والمحددات المسموح بها للملوثات المختلفة

 – التوعية ورفع مستوى الوعي البيئي وادخال موضوعات التلوث البيئي في مراحل الدراسة كافة وكاحد المناهج الدراسية

 – اصدار التشريعات والقوانين البيئية والتشديد على الالتزام بالمحددات البيئية بشكل دقيق.

ان صيغة التخطيط عادة تتطلب الاخذ بنظر الاعتبار المؤشرات الفنية التالية:

 – الحاجة الملحة

 – المعرفة الفنية والتقنية

 – دراسة المواد الاولية المستخدمة في الصناعات

 – الاستفادة من الصناعات المكملة

–  السيطرة على عمليتي الاستيراد والتصدير

حماية وتحسين البيئة:

هناك علاقة وثيقة بين التطور الصناعي والبيئة اذا يعتبر التطور الصناعي سلاح ذو حدين فبقدر الفوائد المتوخاة منه هناك اضرار التلوث الذي قد ينجم عنه. وبالتالي فان الالتزام بالطرق العلمية والمحددات التشريعية البيئية الدقيقة هي الوسيلة الوحيدة امام العالم لضمان استمرار فوائد التطور الصناعي والحد او التخلص من اثاره الضارة على البيئة. ومن هنا نجد ان التخطيط العلمي للسيطرة على التلوث البيئي تمكن تحديده بالنقاط التالية:

1. ضرورة ايجاد البدائل للاجزاء التي تسبب حالات التلوث في الصناعات القائمة

2. مراعاة حسن استخدام المواد الكيمياوية والمحافظة على توازنها في الصناعات المستقبلية

3. ضرورة استخدام مايلي:

    – الموارد المائية

     – الموارد الطبيعية

     – الصناعات النفطية البتروكيمياوية

     – الصناعات الغذائية

     – الاسمدة الكيمياوية والمبيدات الزراعية

     – الطاقة بانواعها والتوجه لاستخدام الطاقة الصديقة للبيئة مثل الطاقة الشمسية

 4. الاستشعار عن بعد لوضع الخطط العلمية ذات البعد الاستراتيجي التي تؤمن الاستشعار بوجود الحالات السلبية في خطط الصناعة وتحديد مقدار تاثيرها على البيئة وكيفية ايجاد البديل قبل تفاقم واتساع دائرة التلوث.

5. مراعاة تطوير وتنظيم المنظومات البيئية التالية:

 – منظومة السيطرة على ملوثات الهواء وتشمل السيطرة على العوالق الدقيقة والسيطرة على الغازات والابخرة المنبعثة بفعل حالات التبخر والتفاعل والتسامي.

 – منظومة السيطرة على ملوثات المياه وتشمل السيطرة على المخلفات الصلبة العالقة والمترسبة والسيطرة على المواد الذائبة اضافة الى الملوثات البايولوجية.

 – منظومة السيطرة على تلوث التربة وتشمل السيطرة على النفايات والمبيدات الزراعية ومايؤثر على المساحات الخضراء وغيرها.

 – منظومة الاعمال المدنية والتي تشمل وضع التصاميم المدنية التي تؤمن السلامة والحماية من الملوثات.

 – منظومة الاعمال الميكانيكية والكهربائية

 – منظومة الشبكات وتطوير الخبرة في تصنيع الانابيب

 – منظومة الاجهزة الخاصة بالقياس المدني والمختبري والتي تستخدم في قياس التلوث.